حوادث

حكاية انتحار موظف ماسبيرو.. ودع أصدقاءه وشغل الكاسيت على القرآن

جلس لساعات يقرأ القرآن بعدما ودع كل أصدقائه، ثم أدار الكاسيت على القرآن الكريم”.. هكذا استعد “أحمد” – اسم مستعار-، للانتحار بشنق نفسه داخل شقته بشبرا فجر الثلاثاء الماضي، بعد إصابته بحالة اكتئاب بسبب اعتزام طليقته الزواج من شخص آخر، ومقتل شقيقه.

واستيقظ أهالي شارع عمرو بن العاص بمنطقة أم بيومي، على صوت صراخ زوج شقيقة المجني عليه عندما شاهده معلقًا في حبل داخل غرفته، لتختلف الروايات حول أسباب انتحاره ففيما قال الأهالي إنه انتحر بسبب “الفقر وظروف المعيشة”، أكد أفراد من أسرته أنه كان يعاني من أزمة نفسية بسبب اعتزام طليقته الزواج من آخر.

قبل خمس سنوات، كان “أحمد” (41 سنة) يعيش حياة رغد وهناء، وبدأ البحث عن شريكة حياته، وتقدم لخطبة إحدى فتيات منطقته، وسرعان ما تزوجا، وكانت السعادة تغمر الأسرة بعد معرفتهم بخبر حمل الزوجة، لكن فصل الأب من عمله بالإذاعة والتليفزيون بسبب وجود عجز في عهدته، قلب الأمور رأسًا على عقب، لتتحول كل أجواء الفرح استعدادًا لاستقبال المولود الجديد إلى حزن وضيق ومشاجرات بين الزوجين .

رزقا الزوجان بالطفلة “م”، وعجز الزوج عن إيجاد فرصة عمل مناسبة، وتوفير متطلبات أسرته، ما تسبب في نشوب مشاجرات مع زوجته التي كانت تطالبه بضرورة العمل في أي شيء، وتصاعدت الخلافات حتى انفصلا وانتقلت الزوجة ورضيعتها للعيش في منزل والدها الذي يبعد عن منزل الزوج بقرابة 300 متر.

وفاة والده

ساءت حالة الزوج النفسية مع وفاة والده الذي كان يحاول جاهدًا مساعدته، وبعدها بسنة قتل شقيقه الأصغر طعنا بسكين أثناء تدخله لفض مشاجرة بين مجموعة من الشباب بالمنطقة، ليعيش الضحية بمفرده رفقة والدته المسنة التي تعاني من أمراض القلب والضغط والسكر، قاضيًا معظم وقته في البحث عن عمل، وانتهى به الأمر إلى العمل في “سوبر ماركت” مملوك لصديقه.

كأي طفله في سنها كانت “م” ابنة الضحية تنتظر قدوم العيد لشراء الملابس الجديدة، إضافة إلى شراء الألعاب، لكن فقر الوالد وضيق ذات اليد كان حائلا دون تحقيق ذلك، ليظل طوال الوقت يفكر في كيفية تلبية احتياجات نجلته، لكن تحكماته في توافر ظروف عمل مناسبة له صعبت عليه العثور على فرصة لتحسين وضعه.

قبل ثلاثة أيام من الانتحار، ذهب “أحمد” وزوج شقيقته إلى زفاف أحد أصدقائهم، ولم تظهر على ملامحه أي نية للانتحار، وبعدها جلس في المسجد يقرأ القرآن من صلاة الفجر وحتى السادسة من صباح الأحد الماضي، وحينما طالبة مسئول المسجد بالانصراف رفض وحايله ليظل جالسًا.

وفي ليلة انتحاره، مر أحمد على جميع أصدقائه بالمنطقة، ليلقى عليهم التحية واحدًا تلو الأخر، في مشهد توديعي لم يتفهم مغزاه إلا هو.

وفي فجر الثلاثاء الماضي، وضع أحمد “المصحف” على سريره بعد أن قرأ ما تيسر له، وأدار “الكاسيت” على القرآن الكريم، وربط حبل في “جنشة السقف”، وأوصل أطراف الحبل، علق رأسه بالمشنقة التي أعدها لتصعد روحه إلى بارئها.

وقالت تحريات قسم ثان شبرا الخيمة، إن سبب انتحار الضحية مروره بحالة اكتئاب منذ عامين بعد مقتل شقيقه الأصغر، وازداد الاكتئاب فور علمه باعتزام طليقته الزواج من شخص آخر.​

 

مواضيع قد تعجبك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى