اسلاميات

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا سبب نزول الاية للشهداء

ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا سبب نزول الاية للشهداء

 

سبب نزول ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتا


قيل في سبب نزول قوله تعالى: (وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ) أنّها نزلت في الذين استشهدوا يوم أحد خاصة كما قال أبو الضحى، وروي عن جماعة المفسرين أنها نزلت في شهداء بئر معونة، وقال آخرون أنها نزلت تسلية لقلوب أولياء الشهداء، ذلك أنّهم كلما كانوا في النعيم تذكروا إخوانهم وآباءهم الذين استشهدوا فقالوا نحن في النعمة والسرور وإخواننا في القبور، فنزلت تلك الآية حتى يعلم أولياء الشهداء حال أقربائهم الذين استشهدوا وأنّهم عند ربهم يرزقون ويتنعّمون.

وقد جاء في السنة النبوية عن سبب نزول هذه الآية قوله -عليه الصلاة والسلام- عن شهداء أحد ((لمَّا أُصيبَ إخوانُكم بأُحُدٍ جعلَ اللَّهُ أرواحَهم في أجوافِ طَيرٍ خُضرٍ ترِدُ من أنهارِ الجنَّةِ وتأكلُ من ثمارِها وتأوي إلى قناديلَ من ذهبٍ معلقةٍ في ظلِّ العرشِ، فلمَّا وجدوا طيبَ مأكلِهم، ومشربِهم، ومقيلِهم فقالوا من يبلِّغُ إخوانَنا عنَّا أنَّا أحياءٌ في الجنَّةِ نُرزَقُ؟ لئلا يزهَدوا في الجهادِ ويتَّكِلوا عن الحربِ، فقال اللَّهُ عزَّ وجلَّ: أنا أُبلِغُهم عنكم، فأنزلَ اللَّهُ الآية (ولا تحسبن ..)).

 

انواع الشهداء


 الشهداء عند الله أنواع فأفضلهم وأعلاهم درجة من استشهد في سبيل الله تعالى، وكذلك من قتل دون نفسه، أو عرضه، أو ماله، ومن الشهداء كذلك: المبطون، والحريق، والغريق، وصاحب الهدم، والمرأة تموت بجمع أي تموت وهي حامل، وكذلك من قتل دون مظلمته، ومن صرع عن دابته.

 فضل الشهادة والشهداء


لا شك بأن للشهادة أجر وفضل كبير، ويدلّ على ذلك تمنى النبي عليه الصلاة والسلام القتل في سبيل الله أكثر من مرة، ففي الحديث الذي رواه أبو هريرة – رضى الله عنه- في صحيح البخاري أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم- قال: « والَّذي نَفسِي بيدِهِ ، لولا أنَّ رِجالًا مِن المؤمنينَ لا تَطيبُ أنفسُهُم أن يتخلَّفُوا عنِّي ، ولا أجِدُ ما أحملُهُم عليهِ ، ما تخلَّفتُ عَن سرِيَّةٍ تغزُو في سَبيلِ اللهِ ، والَّذي نَفسِي بيدِه ، لوَدِدتُ أنِّي أُقتَلُ في سبيلِ اللهِ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ ثمَّ أُحيَا ، ثمَّ أُقتَلُ ».

والشهداء ليسوا أمواتًا، بل هم أحياء يتنعمون عند ربهم ويرزقون، وقد ذكرت الفضائل التي ينالها الشهيد عند موته في الحديث الذي رواه المقدام بن معدي كرب في سنن الترمذي، قال -عليه الصلاة والسلام -((للشهيدِ عندَ اللهِ ستُّ خصالٍ : يُغفرُ لهُ في أولِ دفعةٍ، ويَرى مقعدَهُ منَ الجنةِ، ويُجارُ منْ عذابِ القبرِ، ويأمنُ منَ الفزعِ الأكبرِ، ويُوضعُ على رأسِهِ تاجُ الوقارِ، الياقوتةُ منها خيرٌ منَ الدنيا وما فيها، ويُزوَّجُ اثنتينِ وسبعينَ زوجةً من الحورِ العينِ، ويُشفَّعُ في سبعينَ منْ أقاربِهِ)).

 

في الحديث الشريف السابق:

 يغفر الله -تعالى- ذنوب الشهيد الذي يُقتل في سبيل الله، عند تدفّق الدم من جرحه.

 يُري الله -تعالى- الشهيد ما أعدّ له من النعيم في الجنّة.

 يؤمّن الله -تعالى- الشهيد من عذاب القبر، ويحفظه منه.

 يُنجي الله -تعالى- الشهيد من الفزع الأكبر، كما قال الله تعالى:(لَا يَحْزُنُهُمُ الْفَزَعُ الْأَكْبَرُ)، وقد اختُلف في معنى الفزع الأكبر، فقيل: هو النفخة الأخيرة في الصور، وقيل: هو عند ذبح الموت، وقيل: عندما يؤمر أهل النار بدخولها، وقيل: عند إطباق النار على الكفار.

 يُلبس الله -تعالى- الشهيد تاج الوقار، وهو تاج العزّة والعظمة، وفي ذلك التاج أحجار الياقوت؛ وهي أحجار كريمة، شفافة، شديدة الصلابة، تستعمل للزينة، ولكنّ الحجر الواحد من تلك الحجارة أفضل من نعيم الدنيا جميعه.

 يتزوّج الشهيد من اثنتين وسبعين من الحُور العِين، والحور هو شدة سواد العَين وبياضها، والعِين؛ أي واسعة العَين، وهذا من أهمّ ميزات الجمال في النساء.

 

يقبل الله شفاعة الشهيد في سبعين من أهله؛ وأهله هم: أبويه، وأولاده، وزوجاته، وغيرهم من الأقارب، بالإضافة إلى الأحباب والمقرّبين منه، وتجدر الإشارة إلى أنّ المقصود من الرقم سبعين؛ قد يكون تحديدًا، وقد يكون تكثيرًا لا تحديدًا، حيث إنّ العرب تستعمل مضاعفات العدد سبعة للدلالة على الكثرة، ومثال ذلك قول الله تعالى: (إِن تَستَغفِر لَهُم سَبعينَ مَرَّةً فَلَن يَغفِرَ اللَّهُ لَهُم)، فمن الممكن أن يشفع الشهيد لأكثر من سبعين من أقاربه.

مواضيع قد تعجبك

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى
%d